إن اللون الأدبي يطلب منه التذوق اللغوي. والقوم إذا تذوقوا القرآن طربوا له، وإذا طربوا له أقبلوا إليه قراءة وفهما، وإذا أقبلوا إليه بهذاالشكل، استقامت ألسنتهم وتخلصت من عوج العاميّة ورطانتها وتذوقوا الأدب العربي في كل فروعه وجوانبه. ولو أن العربية كانت تعيش على ألسنة العرب اليوم أيام شبابها، إذا لكان للقرآن أثر فريد في حياتهم الفكرية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية والإنسانية. لم؟ لأن في القرآن مبادئ وقواعد عامة في هذه الأنظمة. وقد بينه الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه (من روائع القرآن تأملات علمية وأدبية في كتاب الله).
هذا البحث يحلل فكرة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في ذاك الكتاب، ويخص الباحث بتطبيق منهج تفسيره في المبادئ الإنسانية. ويريد بلفظ المنهجالمصادر والمناهج والألوان التـي بنـى عليها الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي تفسيره. ويريد بالإنسانية مذهبا دينيا متقيدا بالوجود المطلق غير المذهب اللادينـي. ومبادئ الإنسانية هذه مسطورة في سورة لقمان: 23-29.
وهذا البحث يكشف موقفالشيخ البوطي في هذا الموضوع، والباحث أولا يسرد نوعية المصادر والمناهج والألوان التفسيرية. ثم ينظر إلى امتيازات الشيخ البوطي في التفسير من بنية كتابه. ثم يحلل مدى تطبيق هذا الشيخ في المبادئ والإنسانية من سورة لقمان: 23-29 ببحث المذهب الإنساني والأسلوب الأدبي والعلمي فيه.
وأما نتائج البحث فيمكن أن يخلصها الباحث بما يأتي: (1) إن تفسير البوطي يصح أن يعتبر تفسيرا بالمعقول بمنهج موضوع السورة مع اللون الأدبي الاجتماعي الصوفي، (2) إن الشيخ البوطي يستنط مبادئ إنسانية من سورة لقمان: 23-29 حوالي 11 مبادئ. وأهمها العبودية مع الله.