لقد اصبح تعدد الزوجات واحدة من أمر يناقشه المسلمون في جميع العالم من الزمان الماضي حتى الآن. وهو العلاقة الإجتماعية بين الرجل والمرأة في حياة الزوجية. كانت آيات القرآن دالة على إيجاز التعدد بالشرط العادل وعدم الظلم فيه. سيكون التعدد مصلحة للأمة الإسلامية حينما يجد فيه العدالة والعيانة للمرأة أو اليتيم، ولكن دلّت بعض الوقائع التي حدثت في المجتمع اليوم على أن التعدد مشكل في الأسرة لأن فيه الظلم والضرر. وبذلك، تريد الباحثة في هذا البحث أن تكون تحليل آيات التعدد باستخدام قراءة مبادلة ليعرض المعنى العادل والمتبادل بين الطرفين لأن يؤسس هذا المفهوم على أساس المفاعلة والمشاركة.
بسبب ذلك، وتقصر الباحثة على ثلاثة المشكلات في هذه الدراسة، ما هو تطبيق قراءة مبادلة على آيات القرآن المتعلقة بتعدد الزوجات؟ ما الفرق والترادف بين تفاسير المفسرين وتطبيق قراءة مبادلة على آيات التعدد؟ وما هي صلاحية قراءة مبادلة عن التعدد في إندونيسيا؟. إن هذا البحث بحث مكتبي فالواجب للباحثة على جمع البيانات المكتبة من الكتب والمقالات والمواد المتعلقة بهذا البحث. والمصدر الأساسي من هذه الدراسة هو قراءة مبادلة وكتب التفسير والمصدر الثانوي مأخوذ من الكتب والمطبوعات المتعلقة بموضوع البحث.
وفي هذا البحث، تستخدم الباحثة طريقتين في تحليله هما الوصفية والتحليلية أي بوصف قراءة مبادلة وما يتعلق به ثم تحلل آيات التعدد باستخدام قراءة مبادلة من خلال المفسرين الذي وكّلوا زمانهم (الطبري والقرطبي والمراغي).
وأما الخلاصة والنتيجة التي أخذت الباحثة من هذا البحث فهي الأول، إذا ينظر التعدد بنظرية قراءة مبادلة فيحصل على بعض النقاط المهمّة، وهي: الأول، يتعلق بمفهوم الصبر والوفاء أنّهما حقّ للزوجين. والثاني، ينبغي التعدد أن يستند إلى القاعدة "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ". والثالث، إنّ المرأة تملك الحقّ في تسأل الطلاق لأنه من حلّ التعدد وكان التعدد مشكلة في علاقة الزوجين.
والثاني، كان الفرق بين تفاسير المفسرين وقراءة مبادلة من جهة التفسير هو: يفهم الطبري أية التعدد في السياق الوالي واليتامى التي في حجوره ونساء اللآتي ينكهن به ثم يؤكّد الطبري في أمر العدالة المادّية والمعنوية. عند القرطبي، يبيح التعدد عامّة بشرط العدل والتحديد على الأقل أربعة زوجات والعدل في الأحوال الظاهرية واجبًا لمن يريد التعدد وأما الباطنية فلايمكن بفعله ولايكون واجبًا. ومن المراغي، يرى جواز التعدّد هو في حالة الضرورة فقط ثمّ يذكر الأحوال المعيّنة ليعمل التعدد ويؤكّد في العدالة المادّية وأما في الأمور المعنويّة يعملها على قدر المستطاع. وأما قراءة مبادلة ، تننظر سياق الأية من وجهتين، أي رجالا ونساء. ويفهم العدل عامّا بالقدر المتساوي والمتوازن بين طرفين. والفرق من جهة طريقة التفسير، يستخدم الطبري بطريقة تفسير بالمأثور. والقرطبي يستخدم بطريقة تفسير بالرأي ويملك اللون الفقهى في تفسيره. كان اللون المستخدم في تفسير المراغي هو لون الأدبي الإجتماعي. تستخدم قراءة مبادلة بمقاربة المساوة الجندارية. وكان الترادف بين تفاسير المفسرين وتطبيق قراءة مبادلة على آيات التعدد هو لايوافق التعدد مباشرة ولكن يشترط بوجود العدل
والثالث، تعلق عن صلاحية قراءة مبادلة في إندونيسيا، فهذا المفهوم مناسب بالحكم الموجود في هذا البلد. وهذا الحكم منظّم في القنون الأساسي وهو في فصل 5 أية (1) القوانين رقم 1 سنة 1974 عن النكاح من وجود الإتفاق من الزوجات للزوج الذي يريد التعدّد وفصل 4 أية 2 القوانين رقم 1 سنة 1974 عن النكاح من الأحول المعينة لجواز التعدد